أنهى فريق المتطوعين الذي يضم عدد من شباب وفتيات وسيدات واطفال اسوان ، فاعليات الحملة الشبابية لتجميل مدينة اسوان والتي أتشرف أن كنت احد هؤلاء المشاركين في هذه الأعمال ، وقد إختلفت ردود الأفعال من الأهالي والمارة على مانقوم به ، فمنهم من قام بتحيتنا و رحب بما نقول ،ومنهم سيدة إستوقفتنا لتسألنا "عايز اخلى ولادي ينزلوا معاكم المرة الجاية"، ومنهم من أخذ في التسأول عما نفعل ولماذا ؟، وكانت أكثر الأسئلة تداولا على ألسنة المارة "هو مين جاي زيارة للمنطقة " ، وقد إستوقتني تلك الجملة ، وذاك الحدث كثيرا ، فهو يحمل في طياته ، ثقافات وإنطباعات خاطئة ،قد ترسخت في معظم أبناء الوطن، وحتى نكون صادقين و واقعيين أكثر فيمكننا أن نقول ليس معظمهم بل جميعهم، فقد إعتدنا على أنه عند إقتراب موعد زيارة أحد المسؤولين أو ذوي الشأن ، أن تسبق هذه الزيارة عمليات نظافة وتجميل للشوارع التي سيمر فيها ذاك المسؤل او هذا الوزير، وأما دون هذه الأيام فلا يوجد فلا يوجد أي شئ يحدث من هذا القبيل، فأصبحنا كالطالب الفاشل الذي لايقترب من الكتاب ، إلا عندما يداهمه وقت الامتحانات، أو كالمنتخب المصري لكرة القدم ، الذي كان لايبدأ لاعبيه، في خوض مباريات تصفيات كأس العالم ، بشكل جدي إلا عندما يشعرون بضيق الوقت، وأنه لايوجد فرص أخري للفوز ، فحقيقة الأمر أن تلك العادة ترسخت بشدة فينا، والحل لها لن يكون بقوانين معينة او بدساتير معينة، فالحل فينا نحن كمواطنين ، وإن لم نغير من انفسنا او نحاول التغيير فلن يستجد أي شئ ، وسيبقى الوضع كما هو .